روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | لماذا تكرهنا.. يا أبي؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > لماذا تكرهنا.. يا أبي؟


  لماذا تكرهنا.. يا أبي؟
     عدد مرات المشاهدة: 2461        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا فتاة منذ صغري اعاني مشاكل اسريه السبب فيها والدي.

وهو يكره والدتي كرها شديدا واهلها مع العلم ان الوالدين ابناء عمومه ولكنه يسبها ويسب والدتي واهلها وعلى مدار العام مشاكل وخاصة قبل المواسم في العيد والمدارس وغيرها

في العيد يفتعل المشاكل حتى لا نخرج من المنزل انا واختي الكبرى واما باقي افراد الاسره فهم يستطيعون الفرار من حكمه لا سيما انهم موظفون في مناطق اخرى من المملكه غير منطقتنا التي نسكن بها

وحتى عندما نطلب منه مالا لنشتري ملابس العيد ولكننا لا نلبسها امي موظفة حكوميه وهي تصرف علينا في الاوقات التي يكون فيها منزعجا وقبل ان تاتي المدرسه يفتعل المشاكل علينا لكيلا يعطينا المال وهو مدمن للدخان ولنبات القات ومع ذلك مريض مرضا الله اعلم ماهو ولكن هو يرفض ان يذهب الى المستشفى

حتى ان اخوتي يريدون ان ياخذونه ولكن هو يرفض ذلك ووالدته (جدتي) تكرهنا كرها شديدا تحقد على كل الناس ولا سيما علينا وعلى اهل امي (اخوالي) وهو عندما يكون مريضا لا يريد احد منا ان يقترب منه ولكنه مع ذلك يلومنا لماذا لا نساعده

ولكن هو عندما نقرب منه يسبنا واذيته لا تشملنا نحن فقط بل تشمل اعمامه وابناءهم والجيران والاهل مع العلم ان حالتنا الماديه ممتازة جدا ومع ذلك يحلف ان ليس معه مال وهو اكثر شخص منا لديه مال ولكن لا يريد اخراجه

مع العلم ان مهنته كانت معلم والان متقاعد ولكنه يعمل الان في رعي الاغنام والتجارة بها ويربح منها مالا كثيرا وانا لا ادري ماذا نفعل له دلوني على الحل وفقنا الله واياكم

غاليتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أبدأ معكِ بشكركِ على مشاركتنا ما تشعرين به، فأنتِ مستبصرة لوضعك وهذا شيء ممتاز.

إن ما ذكرته يعكس حرماناً عاطفياً في مراحل الطفولة والمراهقة.

غاليتي. . العلاقة مع الوالدين يجب أن تقوم على البر من الأولاد لهما مهما كان حالهما وعدم رضاكِ عنهما فلا خيار للأولاد في ذلك ونحن نقرأ الأمر في كتاب الله (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا).

وقرر تعالى أن التعامل يجب أن يكون حسنَا وإن كانا كافرين (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا (ألجئ إلى حضن والدتكِ الدافئ واشبعي رغبتك وعاطفتك بحنانها وعطفها، وأشعريها بحاجتكِ إليها وتبادلي معها الحديث وافتحي مواضيع للنقاش.

واستفيدي من خبرتها في الحياة ومن تجاربها، صاحبي والديكِ في زيارات خارجية اجتماعية أو للتسوق، أو حتى الجلوس معها وطرح اهتماماتك أمامهما وأخذ مشورتها.

والتأكيد على إشراكها في بعض اهتماماتك فهذا يعتبر عنصراً مشجعاً لكِ ولها أيضاً ويشبع الحاجة العاطفية، كما أنه من الجيد الإطراء على والديكِ والتعبير عن حبكِ لهم بالتصريح فهذا ينبه عندهم نفس المشاعر ويقويها.

أقرئي ونمي ثقافتكِ واعرفي كيف تكوني البنت البارة بوالديها بنجاحها في حياتها وافتخار أهلها بها، أشغلي وقت فراغك بما تحبينه ويعود عليك بالنفع.

تذكري أنه لا يوجد إنسان كامل في هذه الحياة الدنيا, فكل شخص لديه معاناة ومع ذلك نجد الناس يعيشون في سعادة مع أسرتهم وأصدقائهم ولم يكن هذا النقص سبباً في معاناتهم.

وسوف أقدم لك بعض الإرشادات التي تحسن من حالتكِ وهي كالآتي:

1) عليك بالتركيز على حديثك الداخلي أي على ما تقوليه لنفسك في المواقف والأحداث المختلفة وسجلي ما تفكري فيه أو ما تأمري نفسك به.

وسجلي المشاعر المصاحبة لتلك الأفكار سوف تجد أن حديثكِ الداخلي عبارة عن عبارات سلبية تصدري بها أوامر لنفسك مما يسبب لك الشعور بالضيق مثل: (سوف افشل في حياتي - أنا إنسانة غير محبوبة - . . . ).

وغيرها من الأحاديث السلبية التي تسبب لكِ القلق والحزن والارتباك لذا عليكِ بتعلم فن مخاطبة نفسك داخليًا من خلال تشجيع نفسكِ وإظهار ايجابياتك وتنميتها والتعرف عليها وتعلم التفاؤل والنظرة الايجابية للمستقبل، الأمر يحتاج إلى الاستمرارية حتى تتكاثر الأفكار الايجابية والتفاؤلية لديكِ وتحجم الأفكار السلبية.

2) عليكِ أيضًا بتكوين علاقات اجتماعية ايجابية لأن الدراسات والأبحاث أكدت على أهمية النسيج الاجتماعي ووجود الشخص في وسط اجتماعي من الأصدقاء والأهل والمقربين يقي الشخص من الشعور بالوحدة والأسى والحزن والهم والأفكار السلبية أيضًا.

3) وضع أهداف وخطط يسعى الإنسان للوصول إليها تجعل للحياة أمل ومعنى لوجود الشخص فالعمل والاجتهاد والجد والمثابرة على إتمام الأعمال تزيد من ثقة الإنسان بنفسه وبقدراته وتحميه من براثن الاكتئاب والحزن.

4) ممارسة الهوايات والأنشطة تساعد على تنشيط خلايا المخ والقراءة والاطلاع من الممارسات التي بمثابة رياضة ذهنية وعقلية لتنشيط التفكير والإبداع ومداعبة للنفس عند ممارسة هواية أو نشاط محب

5) أنصحك بعمل أعمال سلوكية متنوعة عندما تهاجمك الأفكار السلبية، وكذلك أوصيك بالمشاركة في النشاطات الجماعية كي تتفاعلي مع الناس وتندمجي معهم شيئاً فشيئاً حتى تخرجي من هذه الأجواء، أطلعي كثيراً في المواضيع التي تحفز على التفاؤل والإيجابية وخاصة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

6) عليك التمسك بحبل الله وتقوي صلتكِ بالطاعة لله وممارسة العبادات جميعًا والدعاء والاستغفار وأن تبحثي عن برامج التدريب لتطوير شخصيتك فلن تكوني مميزة في المستقبل دون امتلاك مهارات التخطيط والتطوير وإدارة الوقت. . . الخ.

من مهارات الحياة فهذا بحد ذاته تغيير عليك تغيير عاداتك وسلوكياتك وضبط سلوكك وتفكيرك وتوسيع الأفق العلمية لديك، وأن تكوني منطقية لا خيالية وواقعية لا أحلام يقضه مستمرة فالضبط الذاتي أدة مهمة لك.

اجتهدي بالدعاء لنفسك بالثبات ولأهل بيتك بالهداية وكرري (يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك) فرسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- الذي جاء بالهدى والحقّ كان يكررها.

7) حاولي أن تغذي طاقتك العاطفية، وأقصد بها علاقتك مع أسرتك مع صديقاتك وجيرانك، فإن أصابها خمول فسينتقل إليك هذا المرض بلا شك ولا تستطيع أن تتقدمي إلى الأمام خطوة، حاولي أن تقرري في نفسك أنت بأنك ستقوي من عزيمتك وإرادتك، فإذا قررت دون تردد فستصلي –بإذن الله تعالى- إلى ما تتمني.

8) أيقظي ضميركِ فهو جهازكِ الذي يحركك إلى النجاح فهو الذي يأمرك وينهاك وهو الذي يقدمك أو يؤخرك، وهو صوتك الذي ينبعث من أعماق نفسك فحاولي أن تصوبيه في الطريق الصحيح كي يعطيك القوة والعزيمة والإرادة.

9) تذكري أن الله أنعم عليك بالكثير من النعم التي لا يمكن أن تحصريها حيت قال ((وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)) حيث أنعم عليك بالبصر والسمع والقدرة على المشي والأكل والأهم العقل - وتوجهك لموقعنا بالمشورة دليل وعيك وعقلك - فهذه النعم تحتاج إلى الشكر لله, وليس العكس.

10) تذكري أن الشيطان حريص ليحزن المرء المسلم بأي شكل من الأشكال فإذا أحسست بهجماته فاستعيذي بالله منه.

بعد أن تطبقي هذا البرنامج بشكل جاد وفعال ستلاحظين الفرق بعد مرور عدة أسابيع لديك من القوة ما يؤهلك لذلك لن يتم التغير إلا بك أنت أقبلي على الحياة واشعري بالسعادة أنت أفضل من غيرك في أمور كثيرة ابحثي عنها وستجدينها بإذن الله.

وأخيراً.. أدعو الله –تعالى- أن يصلح شأنكِ كله ويمن عليكِ بقوة المؤمنين وينفع بك، إنه تعالى سميع مجيب.
 

الكاتب: أ. رجاء عبد الله العرفج

المصدر: موقع الصفاء للصحة النفسية